القواعد الغذائية الصحية لتناول البروتينات أبرز مصادر البروتينات كما هو معلوم هي المصادر الحيوانية أي اللحوم و الأسماك و البيض و منتجات الحليب
يجب أن يكون مستوى إفراز الحمض في المعدة جيداً لتفعيل عمل أنزيم الببسين Pepsin من أجل الهضم السليم للبروتينات , و في حال نقص إفراز الحمض من المعدة ( الذي يحدده طبيب الهضمية بطرق خاصة ) يمكن تصحيح ذلك النقص بعدة طرق : تناول كوب من الماء الدافئ يضاف إليه عصير نصف ليمونة على معدة فارغة قبل الطعام بربع ساعة أو يضاف إليه معقتان من خل العنب أو التفاح , أو تناول ثلاث حبات من التمر قبل الوجبة بربع ساعة
و في حال وجود سبب مرضي كامن وراء نقص إفراز الحمض من المعدة يجب علاج ذلك السبب أولاً , كما في حالات الإصابة بجرثومة الملوية البوابية أو الحلزونية H. Pylori و بالتزامن العمل على تقوية عمل خلايا بطانة المعدة في إفراز الحمض عبر إعطاء المغنيزيوم و الفيتامينات B , و إن من أسوأ ما يمكن أن يعرقل هضم البروتينات هو إعطاء مضادات الحموضة Antacids لقمع إفراز الحمض من المعدة في حالات الإصابة بالملوية البوابية ( رغم ضرورته في البداية لمنع تخريش المريء من جراء ارتداد الحموضة .. )
و يساعد تناول الخضار الطازجة النيئة مع البروتينات على هضمها و تمثيلها الغذائي الصحيح : ففي المرحلة الثانية من الهضم أي في الأمعاء نحتاج إلى أنزيمات تُفرز من البنكرياس و القسم الأول من الأمعاء ( العفج Duodenum ) لإتمام هضم البروتينات , و من المعلوم أن الكثير من الأغذية النباتية ( كالخضار بشكل خاص ) تحتوي على أنزيمات مشابهة تساعدنا على هضم البروتينات , لذلك يوصى بتناول الخضار النيئة المتنوّعة عبر السلطة إلى جانب البروتينات في ذات الوجبة ( مبدأ الجمع بين الأطعمة Food Combination ) فهذا يخفف من العبء عن البنكرياس , و بالمقابل فإن تناول البروتينات الحيوانية دون تناول الخضار يدفع البنكرياس إلى استهلاك قسم من الوارد الغذائي من البروتينات في صنع الأنزيمات الهاضمة على حساب حاجة النسج للبروتينات , كما تتعب البنكرياس عند استمرار تلك العادة الغذائية و قد تُصاب بالتهاب مزمن أو ضخامة وظيفية و تصل إلى مرحلة " الاستهلاك " , و هناك نظرية حديثة تعزو كثير من الأمراض مع تقدم السن إلى ما يمكن أن يُسمى " استهلاك الأعضاء "
و يعمل عصير الليمون في السلطة على تسهيل هضم البروتينات و امتصاص المعادن منها كذلك لأن حمض السيتريك Citric acid و الفيتامين C في عصير الليمون يساعد على ذلك , أيضا ً يمكن إضافة الخل البلدي لتحسين استخلاص المعادن عبر حمض الأسيتيك Acetic acid و بقية الأحماض العضوية في الخل
كما أن تناول الخضار الغنية بالألياف إلى جانب البروتينات يبطئ من امتصاص الأحماض الأمينية Amino acids الناتجة عن هضم و تفكيك البروتينات و غيرها و بالتالي يبطئ من وصول نواتج استقلابها إلى الكلى و هذا صحّيّ لأنه يحدّ من إرهاق الكلى , فكلية الإنسان غير مهيأة لطرح كميات كبيرة من حمض البول و البولة و الفوسفور كما هو الحال لدى الحيوانات اللاحمة , و يتطلب تناول البروتينات بتركيز عالٍ شرب كميات كافية من الماء لمساعدة الكلية على التخلص من نواتج استقلاب البروتينات
و تعمل الألياف و الستيرولات النباتية Phytosterols كذلك في الخضار على الحد من امتصاص الدهون المشبعة الموجودة في المصادر البروتينية الحيوانية و بالتالي تساعد على تجنب ارتفاع الكولسترول , و هذا سبب صحي آخر يدفع إلى تناول الخضار مع البروتينات ..
و يمكن أن يسبب الإكثار من تناول البروتينات الحيوانية إرهاق الكلى و يؤسس لحدوث قصور كلوي أو تبلور حمض البول و بالتالي تشكيل حصيّات كلوية أو حتى تراكم حمض البول في المفاصل أو ما يُعرف بداء النقرس , كما يسبب طرح الكالسيوم نتيجة اختلال التوازن بين معدّل الكالسيوم و معدّل الفوسفور لصالح الأخير , و هذا يهيء لحدوث ترقق العظام , أو على الأقل يهيء لحدوثه مستقبلاً إذا كان الشخص شاباً
هذه الأسباب تدفع أخصائيي التغذية عند إعطاء البروتينات بكثرة لزيادة الكتلة العضلية إلى إعطاء مكمّلات غذائية من الكالسيوم ( لكن ليس بالتزامن مع وجبة البروتينات ) , كما يوصون بشرب ليترين من الماء على الأقل يومياً بالإضافة إلى تناول الخضار النيئة , و أحياناً يلجؤون إلى إعطاء الأنزيمات الهاضمة Digestive Enzymes مثل أنزيم الأناناس أو البروميلين Bromelain أو أنزيم البابايين Papain من البابايا تركيب شفاط المطبخ و قد يلجأ الطبيب في هذه الحالة أيضاً إلى مراقبة مستويات حمض البول و وظائف الكلية بالتحاليل و الفحوص الدورية ..