تفاعلات الأدوية مع الأغذية Food-Drug Interactionsهذا الموضوع واسع جدا ً و متشعب و كثيرا ً بل غالبا ً ما يتم إغفاله حتى من قبل الأطباء و الصيادلة و النتيجة إما تفاقم اختلاطات الأدوية أو تراجع مفعولها و أحيانا ً الحد من فوائد بعض الأغذية
تفاعلات الأدوية مع الغذاء بالتعريف هي التأثير السلبي أو الإيجابي للغذاء على الدواء أو بالعكس التأثير السلبي أو الإيجابي للدواء على الغذاء
من المعروف أن عموم الأدوية التي تعطى عن طريق الفم لها مرحلتان أو طريقان في الجسم : الامتصاص عن طريق الأمعاء ثم الدخول إلى الكبد ثم إلى الدم حتى يصل إلى الخلايا المستهدفة في العلاج الدوائي ففي المرحلة الأولى إذا تزامن وجود أنواع من الأدوية في الأمعاء مع أنواع من الأغذية ( أو تم أخذ الدواء و الطعام معا ً ) هنا يحدث التفاعل في بعض الحالات بحيث قد يسبب غذاء معين منع دواء معين من الوصول إلى الدم أو قد يمنع الدواء وصول الغذاء إلى الجسم أو على العكس قد يساعد غذاء معين على امتصاص دواء معين أو قد يساعد دواء معين على امتصاص غذاء معين
أمثلة :
بروتين الكازيين Casein و الكالسيوم الموجودان في الحليب و مشتقاته يرتبطان بجزيئات معظم أنواع مضادات الحيوية و هذا يمنع امتصاص هذه الأدوية في الأمعاء .. و هذا يسبب بالتالي انخفاض الفعالية العلاجية لمضاد الحيوية مما يدفع بالطبيب إلى وصف مضادات حيوية أخرى أقوى فيترتب على ذلك زيادة الاختلاطات و التأثيرات الجانبية .. و الصحيح أن يكون الفاصل الزمني بين الحليب و مشتقاته ( و مكملات الكالسيوم أيضا ً ) من جهة و بين مضادات الحيوية 4 ساعات قبل أو بعد و هذا هام جدا ً للحصول على فعالية كاملة لمضادات الحيوية
مثال آخر :
يحتوي الغريبفروت Grapefruit و البوميلو Pomelo على مادتي النارينجين Naringin و النارينجينين Naringenin اللتان تؤثران بطريقتين على كثير من الأدوية , إذ تمنعان تفكيك أدوية معينة و تجعلانا نمتصها كما هي فتزيدان من اختلاطاتها على حساب تراجع مفعولها , بينما تمنع امتصاص أدوية أخرى
من الأدوية التي يمنع الغريبفروت و البوميلو تفكيكها و يزيد من امتصاصها خافضات الكولسترول من عائلة الستاتينات Statins فإذا أخذنا حبة الستاتين مع الغريب فروت فكأننا نأخذ 12 - 16 حبة من الستاتين أي يبقى الدواء وقتا ً أطول في الجسم فتزيد اختلاطاته و ليس مفعوله العلاجي
و السبب في ذلك أن مادتي النارينجين Naringin و النارينجينين Naringenin تبطلان عمل أنزيمات معينة تسمى CYP3E4 يفرزها الكبد و إن تجديد هذه الأنزيمات يحتاج إلى 3 أيام , بمعنى آخر إذا تناول الشخص كوبا ً من عصير الغريب فروت سيتداخل تأثيره على الستاتين لمدة 3 أيام قادمة فتتضاعف اختلاطات الستاتين , و من المعروف أن الذين يأخذون الستاتينات يطلب منهم أن يفحصوا الكبد و الكلى و العضلات بشكل دوري للوقوف على الضرر فيها بسبب اختلاطات الستاتينات .
على العكس تماما ً تأثير الغريب فروت مع مضادات الفطريات فهو يمنع امتصاصها و عملها لفترة 3 أيام كذلك و بالتالي تتكاثر الفطريات و يضطر الطبيب إلى إعطاء مضادات فطريات أقوى فأقوى مما يزيد من اختلاطات مضادات الفطريات و منها ما يسبب ضعف الإنجاب
اشهر انواع الطعام التي تتفاعل مع الادويةتتضمن أشهر المواد الغذائية التي تتفاعل مع الأدوية ما يلي:
الجريب فروت وعصيرهيعد تفاعل فاكهة الجريب فروت وعصيرها من أشهر تفاعلات الأدوية مع الطعام، حيث تتفاعل هذه الفاكهة وعصيرها مع أكثر من 80 دواء، وذلك بطرق مختلفة بناء على كيفية استقلابها، فبالتالي إما أن تعمل على التقليل من فعاليتها أو أن تزيد من مستوياتها في الدم بشكل خطر. أيضاً من الممكن أن يزيد الجريب فروت من امتصاص بعض الأدوية، أهمها بعض، وليس جميع، أدوية الستاتينات الخافضة للكوليسترول.
كما وأن عصير الجريب فروت قد يسبب استقلاب الدواء بشكل غير طبيعي، وذلك يؤدي إلى زيادة مستويات أدوية معينة في الدم وخفض مستويات أدوية أخرى. ويذكر أن هناك أدوية كثيرة تتأثر بهذا النوع من تفاعل الأدوية مع الطعام، ومنها:
مضادات الهيستامين.
أدوية ارتفاع ضغط الدم.
أدوية منع الحمل.
الأدوية الحاصرة لأحماض المعدة.
أدوية زرع الأعضاء.
دواء الديكساميثورفان.
حيث أن عصير الجريب فروت يزيد من التحلل الاستقلابي لهذه الأدوية.
كما لا يشترط تناول كميات كبيرة من الجريب فروت لحدوث هذا النوع من تفاعل الأدوية مع الطعام، حيث إن شرب كوب صغير جداً من الجريبفروت أو تناول ما لا يزيد عن فصين منه قد يسبب مشاكل كبيرة لمن يستخدمون أدوية تتأثر بها. لذلك، فيجب التوقف تماماً عن شرب العصير المذكور وأكل هذه الفاكهة أثناء استخدام الأدوية التي يؤثر على مستوياتها بهذا الشكل.
ويشار أيضاً إلى أنه يجب الحرص عند تناول برتقال إشبيلية كونه من عائلة الغريبفروت.
عصير البرتقال او الليمونإن تناول عصير البرتقال أو عصير الليمون مع أحد الأدوية التى تحتوى على عنصر الألمنيوم مثل الأدوية المستخدمة فى علاج حموضة المعدة والقرحة يزيد من معدل الألمنيوم في الدم، ويعود هذا النوع من تفاعل الأدوية مع الطعام إلى وجود حمض الستريك في العصير الذي يساعد على امتصاص عنصر الألمنيوم من الجهاز الهضمي إلى الدم.
الخضروات ذات الأوراق الخضراءيتعارض دواء الوارفارين وغيره العديد من الأدوية المضادة للتخثر مع الفيتامين ﻙ. لذلك، فتناول الكثير من الخضروات ذات الأوراق الخضراء، ومنها الملفوف، والبروكلي، والسبانخ، والتي تحتوي، وبمقادير عالية، على الفيتامين ك، بشكل فجائي يعمل على التقليل من قدرة تلك الأدوية على منع التخثر.
ولكن إن هذا النوع من تفاعل الأدوية مع الطعام لا يعني بأنه على مستخدم تلك الأدوية التوقف عن تناول هذه الخضروات، حيث تظهر مشاكل هذا النوع من تفاعل الأدوية مع الطعام لدى من يزيدون أو يقللون من تناولها بشكل كبير ومفاجئ، كون ذلك يغير من فعاليتها. لذلك، فإنه ينصح بتناول هذه الخضروات بكميات ثابتة إلى حد ما.
العرقسوسمن الأمثلة على تفاعل الأدوية مع الطعام هو العرق سوس، حيث أنه يستنفذ*البوتاسيوم من الجسم، ما يسبب زيادة كبيرة في نشاط دواء الديجوكسين، وهو دواء للفشل القلبي، ما يسبب مشاكل في ضربات القلب. كما يسبب العرقسوس أيضاً انحباس الصوديوم في الجسم، ويجدر الانتباه هنا أن ذلك يقلل من فعالية الأدوية الخافضة لضغط الدم ومدرات البول.
وليس ذلك فحسب، وإنما أيضاً على مستخدمي دواء الوارفارين الانتباه إلى أن العرقسوس يعمل على تحليل الوارفارين، ما يسبب زيادة التخثر لدى المرضى الذين يتناولون هذا الدواء.
.من الأمثلة على التفاعل بين الأعشاب و الأغذية و الأدوية Food-Drug-Herb Interactions
الفلفل الأسود Black Pepper يمنع امتصاص عموم الأدوية يحتوي الفلفل الأسود على مادة البايبيرين Piperine ( و هي من أشباه القلويات Alkaloids و توجد في الفلفل الأبيض بنسبة أقل ) و هذه المادة تسرع و تحسن امتصاص المكملات الغذائية و الأدوية الطبيعية في الأمعاء مثل الكركم و مغلي ورق الزيتون و الفيتامينات الطبيعية .. و هي كجزيء مستقل لا تملك تأثيرا ً يذكر بمفردها , لكنها تحسن مفعول الأعشاب و المكملات الغذائية التي تؤخذ معها و السبب لأنها تكبح أنزيمات تهاجم جزئيات أخرى مما يجعلها تزيد امتصاص المواد الطبيعية من فيتامينات و مغذيات و مضادات أكسدة و غيرها فتزيد من مفعولها و فوائدها
هذا المفعول الكابح للأنزيمات في الفلفل الأسود يجعلها أيضا ً ترفع خطر النزف إذا تم أخذها مع أغذية أو أعشاب تمنع تراص الصفيحات الدموية ( و هي الآلية اللازمة لتخثر الدم ) مثل الثوم و الجينسينغ باناكس Panax ginseng و الجينكوبيلوبا ginkgo Biloba و الكركم و حشيشة الملاك angelica لأنها تزيد من فعالية هذه الأعشاب
من جهة أخرى تكبح مادة Piperine في الفلفل الأسود أيضا ً عمل أنزيمات CYP3E4 الكبدية التي تفكك الأدوية مما يمنع تأثير تلك الأدوية أو يخففه كثيرا ً , و هذا خطير بالطبع لمن يأخذ أدوية للسكري و الضغط و الكولسترول و القلب و السرطان وغيرها , لذلك يجب عدم استخدام توابل تحتوي على الفلفل الأسود أو الأبيض بالتزامن مع أخذ أي دواء أو يمكن استعماله بفاصل زمني لا يقل عن 12 ساعة عن وقت جرعة الدواء , و من المعلوم أن الفلفل الأسود يضاف إلى أطعمة*الوجبات*السريعة
مثال عن التداخل بين الأغذية و الأدوية Food - Drug Interaction
عصير الرمان يتداخل interfere مع بعض الأدوية
رغم الفوائد المذهلة للرمان و عصيره في كبح الالتهابات و الوقاية من أمراض القلب و الشرايين و السرطان و مشاكل البروستات و الصحة الإنجابية و الأمراض العصبية و غيرها .. فإن هناك أدوية يبطئ الرمان من تفكيكها في الكبد فيزيد من مفعولها , لكنه أيضا ً بذلك قد يزيد من تأثيراتها الجانبية و سميتها
تركيب فلاتر
السبب في ذلك أن الرمان يكبح عمل أنزيمات Cytochrome التي تفكك عددا ً من الأدوية في الكبد و من هذه الأنزيمات Cytochrome P450 2C9 (CYP2C9) و Cytochrome P450 2D6 (CYP2D6 و Cytochrome P450 3A4 (CYP3A4) , و هذا المفعول مشابه لمفعول الغريبفروت Grapefruit و البوميلو Pomelo و عصيرهما لكن بدرجة أقل ... و العصائر التي تكبح الأنزيمات المذكورة على رأسها من حيث قوة التأثير عصير الغريبفروت , يليه عصير التوت الأسود Black Mulberry ثم عصير العنب البري Wild Grape ثم عصير الرمان ثم عصير توت العليق الأسود Black Raspberry
من بين تلك الأدوية التي يؤخر الرمان تفكيكها :
1- خافضات لضغط الدم ( و قد يؤدي ذلك إلى انخفاض الضغط بشكل زائد ) مثل (Capoten) captopril ، Enalapril ، Lisinopril ، Zestril ، Ramipril (Altace) ، تورسمايد torsemide , Losartan (Cozaar) ، valsartan (Diovan) ، diltiazem (Cardizem) ، Amlodipine (Norvasc) ، hydrochlorothiazide (HydroDIURIL) , Propranolol ( Inderal ) , Irbesartan , Verapamil , و كذلك Flecainide ( لعلاج اضطراب نظم القلب ) و غيرها ..
2- بعض المسكنات من مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية مثل Celecoxib , Diclofenac ( Voltaren ) , Piroxicam , Ibuprofen
3- الأدوية الخافضة للكولسترول من عائلة الستاتين مثلFluvastatin , Rosuvastatin
4- أدوية علاج الإيدز مثل Indinavir , Nelfinavir , Ritonavir , Saquinavir
5- أدوية مستخدمة للتخدير مثل Alfentanil , Fentanyl , Midazolam
6- تولبوتاميد Tolbutamide و غليبيزيد Glipizide ( و هما من خافضات السكر الفموية )
7- أدوية مضادة للاكتئاب و للاختلاج : Desipramine , Amitriptyline , Fluoxetine ( Prozac ) ( مضادات للاكتئاب ) , فينيفوين Phenytoin ( ديلانتين Dilantin للصرع ) , كاربامازيبين (Tegretol) Carbamazepine ( لمنع نوبات الصرع )
8- مسكنات مركزية و مهدئات مثل ترامادول Tramadol , كوديين Codein
9- تاموكسيفين Tamoxifen ( لعلاج سرطان الثدي )
10- الورافارين Warfarin المميع للدم
11- أوندانسيترون Ondansetron ( مضاد إقياء يستعمل بعد العلاج الكيماوي*للسرطان*)
الأغذية و الأعشاب التي تزيد من تمييع الدم أمثلة عن التداخل بين الأغذية و الأعشاب و الأدوية Food-Herb-Drug Interaction
هناك أغذية و أعشاب تعمل على تمييع الدم يجب الحذر من أخذها و عدم الإكثار منها بالنسبة لمن يأخذ مميعات الدم كعلاج دوائي دائم من مضادات التخثر Anticoagulants و مضادات الصفيحات Antiplatelets فهي تزيد بذلك من خطر النزف و منها : التوتيات خصوصاً Bilberry , الثوم , البصل , الكراث , الإكثار من الفلفل الأحمر الحريف , الإكثار من العنب , الإكثار من البقدونس , الإكثار من السمك , الأناناس كعصير , الشوندر كعصير , البطيخ الأحمر .. لكن لا مشكلة في الكميات المعتدلة ..
بينما هناك مكملات غذائية و أعشاب تعمل أيضاً على تمييع الدم يجب الامتناع عنها أو على الأقل إدارة جرعاتها بالتعاون مع الطبيب بالنسبة لمن يأخذ مميعات الدم كون الطرق العلاجية لاستخدام تلك المكملات تتطلب الاستعمال المديد أيضاً و منها : زيت السمك الغني بـ OMEGA3 و بالتحديد EPA , زيت الكريل Krill Oil , الفيتامين E على شكل Mixed Tocopherols & Tocotrienols , القرفة , الزنجبيل , الكركم , البابونج , الصبر Aloe vera , عشبة Dong Quai , زيت زهرة الربيع المسائية ( الأخدرية ) Evening Primrose Oil , زيت بذر الكتان Flaxseed Oil , زيت جنين القمح Wheat Germ Oil , عشبة حشيشة الحمى Feverfew , عشبة الجينكوبيلوبا Ginkgo Biloba , الغلوكوزامين Glucosamine الذي يعطى لترميم المفاصل , عشبة الحوذان Goldenseal , مستخرج بذر العنب Grape Seed Extract , كستناء الحصان Horse Chestnut , عشبة شوك الجمل Milk Thistle , عشبة مخلب الشيطان devil's claw , البلميط المنشاري Saw Palmetto المستعمل لمشاكل البروستات
من جهة أخرى هناك أعشاب و مكملات غذائية تخفف من مفعول مميعات الدم منها : زيت كبد سمك القد Cod Liver Oil و زيت كبد الأسماك عموماً لغناها بالفيتامين K , عشبة الجينسينغ بأنواعها Ginseng , الشاي الأخضر , الخضار الورقية الخضراء و الهليون و البروكولي و براعم بروكسل Brussels Sprouts بكثرتها لغناها بالفيتامين K ..
من الواضح أن الأغذية المذكورة أعلاه في القائمتين , إذا وردت في الطعام اليومي تعدل مفعول*بعضها*البعض
العلاجات الهرمونية البديلة للغدة الدرقية و تداخلاتها الغذائية قد سمعتم ربما عن مكونات في بعض الأطعمة تسبب تضخم الغدة الدرقية أو الدُراق ( ضمة على حرف الدال ) Goiter لذلك تدعى تلك المكونات مولدات الدُراق Goitrogens فهي تمنع خلايا الغدة الدرقية من امتصاص اليود فتفشل الغدة في تصنيع هرموناتها لأنها تستخدم اليود في تشكيل تلك الهرمونات , لذلك يحصل فيها تضخم وظيفي functional hypertrophy يهدف إلى تعويض وظيفتها و هذا النوع من التضخم الخاص بالغدة الدرقية هو الدُراق Goiter .. و أكثر من ذلك , يمكن أن تلتقي مولدات الدراق بهرمونات الغدة الدرقية و حتى بأدوية العلاج الهرموني البديل للغدة الدرقية Levothyroxine فتعطلها و تمنع مفعولها الصحيح
من بين أبرز مولدات الدراق الغليكوسينولات Glucosinolates و توجد في عائلة الخضار الصليبية Cruciferous Vegetables مثل البروكولي و الكيل Kale و القنبيط و الملفوف و اللفت و الكرنب و الفجل و ملفوف بروكسل و أوراق الخردل و الشوندر , و بدرجة أقل في الثوم و البصل ..
كما توجد مولدات الدراق Goitrogens في الصويا و الدخن و الكاسافا Cassava و الفول السوداني و حب الصنوبر
جرت العادة بالفعل على منع مصادر هذه المكونات في الأطعمة على مرضى قصور الغدة الدرقية Hypothyroidism و هذه التوصيات صائبة بالفعل في حال قصور الغدة الدرقية المرتبط بنقص اليود .. لكن الغليكوسينولات Glucosinolates بشكل خاص تتلف بحرارة الطهي و بالتالي لا مشكلة لدى مرضى قصور الغدة الدرقية في تناول تلك الأطعمة بعد الطهي تركيب فلاتر
أما قصور الغدة الدرقية تحت السريري Subclinical Hypothyroidism المرتبط إما بنقص تحويل هرمون الغدة الدرقية T4 إلى الشكل الفعال T3 و الذي يتم في الكبد مع مستويات طبيعية من TSH , أو بمرحلة مبكرة من التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي Autoimmune Thyroiditis في مرض هاشيموتو Hashimoto's Disease فالآلية المرضية مختلفة و ليس للامتناع عن مولدات الدراق أثر يذكر لا سلبياً و لا إيجابياً بحسب الدراسات الحديثة
بل تفيد آخر الدراسات أن تناول الخضار الصليبية و التي تحتوي على الغليكوسينولات Glucosinolates قد يفيد المرضى الذين لديهم مشكلة في الكبد تقلل من وظيفته في تحويل T4 إلى T3 الشكل الفعال من هرمون الغدة الدرقية , و من جهة أخرى تحتوي الخضار الصليبية على مكونات هامة مثل Diindolylmethane تساعد في إدارة مشكلة هيمنة الإستروجين Estrogen Dominance لدى السيدات و التي كثيراً ما ترتبط بأصل الآلية المرضية لتطور مرض هاشيموتو ..
و بالتالي الحمية عن الخضار الصليبية في أولى مراحل مرض هاشيموتو ليست صحيحة , بينما في المراحل المتأخرة من المرض عندما يحصل تخريب كامل لنسج الغدة الدرقية من قبل المناعة الذاتية و عندئذ يصبح العلاج الهرموني البديل عبر Levothyroxine سبباً للتقليل من استهلاك الخضار الصليبية و غيرها من مصادر مولدات الدراق .. في تلك المراحل يجب الإقلال من تناول مصادر مولدات الدراق Goitrogens و إبعادها عن وقت تناول العلاج الهرموني البديل بثلاث إلى أربع ساعات ..
نقطة أخرى بخصوص علاقة مراحل مرض هاشيموتو بإمكانية تناول الخضار الصليبية :
الخضروات الصليبية هي مجموعة من الخضروات المتنوعة التي تنحدر من العائلة الخردلية النباتية (Mustard).
تنبع غالبية الفوائد للخضروات الصليبية من المركبات الغذائية التي تمنح لهذه الخضروات خصائص قد تجعل البعض ينفر من تناولها، وهي مركبات الغلوكوسينولات الكبريتية (Sulfur glucosinolates).
تعد الخضروات الصليبية أفضل مصدر طبيعي للغلوكوسينولات، لكن فوائدها لا تقف على محتواها من هذه المركبات الكيميائية فحسب، بل تحتوي على العديد من العناصر الغذائية الأخرى الهامة للصحة، مثل:
الألياف الغذائية.
فيتامينات المجموعة ب.
فيتامين ج.
فيتامين ك.
فيتامين هـ.
الكالسيوم.
البيتا كاروتينات (Beta-carotene).
يجب التنويه إلى أن الخضروات الصليبية قليلة السعرات، مما قد يجعلها إضافة مغذية ورائعة لحميتك الغذائية.
مركبات الغلوكوسينولات: سر فوائد الخضروات الصليبية
مركبات الغلوكوسينولات هي التي تمنح الخضروات الصليبية رائحتها النفاذة وطعمها الذي يميل للمرارة أحيانًا، إلا أن هذه المركبات تحديدًا هي ما يمنح خضروات العائلة الصليبية فوائدها المحتملة في مجال مقاومة السرطان، ناهيك عن فوائدها الصحية المحتملة الأخرى.
عند القيام بتقطيع الخضروات الصليبية أو عند تناولها تبدأ مركبات الغلوكوسينولات الموجودة فيها بالتفكك والتحول إلى مركبات خاصة تدعى بالمستقبلات، وهي مركبات لها تأثير ملحوظ على عمليات الأيض الحاصلة في الجسم.
تعمل المستقبلات على تحفيز حصول رد فعل أنزيمي من نوع خاص في الجسم، وهذا قد يساعد على حماية الخلايا من أي تلف قد يصيبها، بما في ذلك التلف الذي قد يؤدي للإصابة بمرض السرطان.
في مرحلة ما من مرض هاشيموتو , و لدى خروج المناعة الذاتية Autoimmunity عن السيطرة و مهاجمتها لنسج الغدة الدرقية , قد يحصل تدمير لخلايا الغدة الدرقية فيخرج محتواها من الهرمونات و تتحرر في الدم و تحصل أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية Hyperthyroidism , في هذه المرحلة بالذات تبلي الغليكوسينولات Glucosinolates بلاءً حسناً عند يتم تناول عصير الملفوف أو عصير البروكولي , فتكبح هرمونات الغدة الدرقية المرتفعة الجائلة في الدم عن عملها و تخفف من أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية التي قد تكون خطيرة .. لكن تحديد هذه المرحلة بالذات يحتاج إلى توفر معطيات و فحوص دقيقة تترك للأخصائي و لا يستطيع المريض تقديرها بنفسه بالطبع ..
كذلك الأمر بالنسبة لحالات فرط نشاط الغدة الدرقية Hyperthyroidism , يمكن أن تساعد مولدات الدراق في كبح فعالية هرمونات الغدة الدرقية المرتفعة , لكن تنظيم كمية تناولها يجب أن يتم بالتعاون بين الطبيب و أخصائي التغذية العلاجية و حسب مراحل المرض و جرعات الأدوية الكابحة لهرمونات الغدة الدرقية إذ يمشي العلاجان الدوائي و الطبيعي جنباً إلى جنب
أما عن العلاج الدوائي الهرموني البديل الرائج لقصور الغدة الدرقية بأشكاله و هو الليفوثايروكسين Levothyroxine و علاقته بعموم الأطعمة , فيجب تناوله على الريق على معدة فارغة دون تناول أي طعام قبله و كذلك عدم تناول أي طعام بعد أخذ الليفوثايروكسين إلا بعد مضي ساعة على الأقل و الأفضل ساعة و نصف , و هذا ينطبق على سائر المكملات الغذائية التي قد يأخذها مريض الغدة الدرقية أيضاً , إذ يجب إبعاد وقت تناولها عن وقت تناول الليفوثايروكسين بمدة ساعة و نصف .. و في حال الإخلال بهذه الشروط لا يتم امتصاص دواء الغدة الدرقية و يصبح المريض كأنه خارج*العلاج*الدوائي تركيب فلاتر