بدعة الحصول على #OMEGA3 من مصادر نباتية يجري على مواقع التواصل الاجتماعي Social Media تناقل معلومات حول إمكانية الحصول على الحمض الدهني OMEGA3 ( الغني عن التعريف بفوائده ... ) من مصدر غير المصدر الشائع ألا و هو السمك و المأكولات البحرية .. و الاستغناء عنه عبر مصادر نباتية عن طريق تناول بذور الشيا Chia Seeds أو #زبدة_بذور_الشيا #Chia_Seed_Butter أو عن طريق بذور الكتان Flaxseeds أو زيت بذور الكتان #Flaxseeds_Oil أو عن طريق المكسرات و البذور كالجوز و بذور السمسم و الفستق و غيرها كمصادر بديلة لـ OMEGA3 .. لعل أكثر هذه المصادر تداولاً زبدة بذور الشيا و بذور الكتان ..
في الحقيقة لا تعطينا هذه المصادر الشكل الفعال تماماً من OMEGA3 في جسم الإنسان إلا بشروط فيزيولوجية و غذائية محددة .. و ما لم تتحقق تلك الشروط أو بالأحرى ما لم يتم ذكرها بوضوح لا فائدة من تناول المصادر المذكورة للحصول على OMEGA3 ..
فكل معلومة مجتزأة هي معلومة ناقصة و نظراً لنقصها هي في الواقع مضللة ..
فيما يلي سنتحدث بوضوح أكثر ..
في الطبيعة OMEGA3 له أربعة أنواع رئيسية مدروسة وفق علم التغذية و هي :
1- النوع Alpha Linolenic Acid - #ALA و هو الشكل النباتي من OMEGA3 و يوجد بالفعل في المصادر النباتية المذكورة أعلاه و في العوالق و الطحالب البحرية
2- النوع Docosahexaenoic Acid - #DHA و هو مطلوب لجسم الإنسان من أجل للوظائف العصبية و العقلية و البصرية و تخزين و حرق الدهون في الدماغ و تنظيفه
3- النوع Eicosapentanoic Acid - #EPA دوره كبح الالتهابات في الجسم لذلك فهو هام لصحة القلب و الأوعية الدموية و توازن المناعة و غيرها
4- النوع Docosapentanoic Acid - #DPA و هو هام لنمو دماغ الطفل الرضيع و يوجد في حليب الأم و مصادر قليلة في الطبيعة
وفق السلسلة الغذائية البيولوجية تحصل الحيوانات و منها الأسماك على الشكل النباتي أي ALA من خلال أكلها للنباتات و يتم في أجسامها تحويله إلى بقية الأنواع و بالأخص EPA , DHA المذكورين و اللذان نشاهدهما في مكملات زيت السمك المعروفة
تحصل الأسماك البحرية على النوع النباتي ALA من أكلها للعوالق البحرية و الطحالب البحرية , و بعد أن تكون تلك الأسماك قد بدأت بتحويل هذا الحمض إلى EPA , DHA , تصبح فريسة للأسماك اللاحمة كالأسقمري و الرنكة , و تقوم هذه الأخيرة بدورها بتخزين المزيد من الحمضين EPA , DHA إلى أن تلتهمها أسماك كبيرة , فتصبح أغنى بـ EPA , DHA و كلما كانت السمكة بالغة أو كبيرة نسبياً كلما تركّز فيها هذان الحمضان الدهنيان بنسبة أكبر
كذلك تحصل الحيوانات العاشبة على ALA كالأبقار و المواشي التي تربى على المرعى الطبيعي ( و كذلك الدجاج و البط .. ) من خلال تناولها الأعشاب .. إذاً تصبح لحومها و منتجاتها مصدراً لـ OMEGA3 بنوعيه DHA , EPA لكن ليس أقل بكثير من النسبة الموجودة في الأسماك البحرية , لأن ALA بالأصل يوجد بنسبة ضئيلة في النباتات البرية بالمقارنة مع العوالق البحرية و الطحالب البحرية
لكن هل يمكن لجسم الإنسان تحويل الشكل النباتي لـ OMEGA3 أي ALA إلى الشكلين DHA , EPA اللذين يمكن له استخدامهما ؟
كما توضح لكم إذاً , يُعتبَر ALA المادة الأمّ لكلّ الأحماض الدهنيّة الأساسيّة فإذا حصل عليه جسم الإنسان بكمّيّة كافية فإنه يستطيع أن يصنع الحمضين DHA و EPA بواسطة أنزيمات معيّنة , و يعتمد هذا التحويل البيولوجي على وجود كمية كافية من الفيتامينات B1,2,3,6 , C و الزنك و المغنيزيوم .. و في هذه الحالة و من وجهة علم التغذية العلاجية و وفقاً للمشاهدات و المعطيات السريرية , من يفتقر جسمه إلى DHA و EPA و يحتاج إلى أخذهما عبر مكمل , غالباً لديه نقص أيضاً في الفيتامينات و المعادن المذكورة أعلاه .. فحالات النقص الغذائية عادةً لا تقتصر على نوع وحيد من المغذيات .. لذلك لن يتم ذلك التحويل البيولوجي على أكمل وجه بما يكفي لتعويض نقص DHA و EPA كعلاج .. و عندما نحاول تعويض نقص تلك المعادن و الفيتامينات حتى عبر مكملات سيأخذ ذلك وقتاً , و نحن في الواقع هنا نخسر الوقت في سياق العلاج بالتغذية و لن نحقق نتائج ذات قيمة
أضف إلى ذلك : أن قدرة جسم الإنسان على القيام بتحويل ALA إلى DHA و EPA تقل مع تقدُّم العمر بتراجع إنتاج الأنزيمات اللازمة لذلك التحويل
ثالثاً : حتى لو حصلنا على كميّة زائدة من ALA فإننا في حال تناول كميّات زائدة عن الحدود من الدهون المتحولة و الدهون غير المشبعة المعرضة للحرارة و السكّريات المكررة , لا يكمن لجسمنا إنتاج DHA , EPA لأن تلك الأغذية تمنع عمل الأنزيمات التي تُحوِّل ALA إلى DHA , EPA
لذلك , و للاختصار و كغاية علاجية نعطي عادةً OMEGA3 من #زيت_السمك #Fish_Oil فهو يحتوي على DHA , EPA و الأفضل منه #زيت_الكريل #Krill_Oil و هو نوع صغير من القريدس
إنما في سياق الوقاية و خارج الحالات المرضية التي تتطلب علاجاً في أقرب وقت , يمكنكم الحصول على OMEGA3 عبر المصادر النباتية المذكورة أعلاه , إذا كنتم واثقين من تأمين الفيتامينات B1,2,3,6 , C و الزنك و المغنيزيوم على الدوام من مصادر طبيعية أو تركيب سيراميك عبر مكملات